الكشف عن تفاصيل انتحار الشاب يوسف النوري في غزة

كشفت منصة إعلامية عن تفاصيل انتحار الشاب يوسف النوري (34 عاما) في قطاع غزة في حادثة أثارت موجة من التعاطف والحزن مع الفقيد وعائلته.
والنوري (34 عاماً) من سكان شمال غرب مدينة غزة، وُجد ميتاً يوم الثلاثاء شنقاً داخل منزله وسط حالة من الحزن عمت مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب مصادر عائلية فإنه كان يعاني مشاكل اجتماعية واقتصادية صعبة، وتعرض لعمليات نصب واحتيال من مؤسسات وشركات في القطاع، وديون مالية تراكمت عليه، ما دفعه إلى “الانتحار”.
من جهتها صفحة (ما خفي أعظم..حرامية في غزة) على الفيس بوك، كشفت أن النوري كان ضحية أخرى للمحتال عوض حمادة جعرور وأبنائه.
وكتبت الصفحة منشورا جاء فيه “خالص التعازي بوفاة الشاب المرحوم يوسف النوري الذي كان ضحية مجموعة من المحتالين النصابين أبرزهم عوض حمادة جعرور وأبنائه علام وعدي بعد أن أقعنوه بالاستثمار وتحقيق الأرباح واحتالوا عليه بمبلغ 10 آلاف دولار ما دفعه للانتحار”.
وتابعت المنصة “لعنة الله على النصابين المحتالين وسننشر وثائق تفضحهم قريبا”.
وازدياد حالات الانتحار في صفوف الشبان سببه الظلم والقهر، اللذان يعيشون فيهما تحت الحصار الإسرائيلي وتداعيات الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007.
ونشر يحيى النوري شقيق الشاب يوسف عبر صفحته على “فيسبوك”: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا”. وقال يحيى: “إلى رحمة الله ورضوانه، أخي يوسف شهيد الظلم…”، مضيفاً أن العائلة لن تقبل التعازي إلا بعد إظهار الحق ومحاسبة “الخونة”.
أما الشاب علم الدين صديق يوسف فيقول: “يودعنا شاب ثوري وناشط شبابي، الشاب يوسف النوري”.
من جهته، يقول المختص والخبير في الشأن الاقتصادي مازن العجلة “في صفوف الشباب يوجد أعلى نسبة بطالة بمعدل 74%، ونسبة البطالة العامة في قطاع غزة وفقاً لجهاز الإحصاء المركزي 46%”.
وأشار العجلة في حديث لوكالة (وفا) الرسمية، إلى تقرير دولي صدر منذ نحو شهر تحدث عن ارتفاع نسبة التدهور النفسي والمصابين بحالات نفسية والمرضى النفسيين، “وهذا شيء تراكمي، لأنه منذ سنوات، وعلى مدار فترة الانقسام منذ 2007 حتى الآن، لا توجد حلول لكل المشاكل الموجودة، خاصة الاجتماعية والمشاكل التي تواجه الشباب، وعلى رأسها البطالة”.
وأوضح العجلة أن 150 ألف خريج ليس لديهم فرص عمل، مبيناً أن نسبة البطالة بين الشباب تصل إلى 74% ونسبة البطالة العامة 46%، “ولكن إذا أضفنا إليها المحبطين والعاملين جزئياً وغيرها من المعايير تصل إلى أكثر من 55%، وتناظرها نسبة الفقر بحوالي 60%”.
وتابع: “لدينا 80% ممن يعملون ولا يتقاضَون الحد الأدنى من الأجور، بناءً على إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء، ناهيك عن المشكلات المجتمعية مع هؤلاء الشباب والعلاقة مع الأهل والجيران وظروف الحياة العامة مع انقطاع المياه والكهرباء، وهذه كلها لا توفر فرصة مناسبة ولا الحد الأدنى من المعيشة المريحة”.
وتابع العجلة أن “هذه المشكلات مجتمعة تؤدي إلى وصول الشباب إلى حالة من اليأس، وتدفع بعضهم إلى حالة الانتحار، وتؤدي إلى حالات من الاستدانة الكبيرة، وهموم الدين وتشابكه وتعقد القضايا الخاصة بالشباب تساعد في الوصول إلى حالة اليأس المؤدية إلى حالة الانتحار”.